تبدأ الوفورات المضمونة من البيانات الموثوقة — والتي تبدأ من تدقيق احترافي
في عالم مشاريع إعادة تأهيل كفاءة الطاقة، يمكن أن يدفع ضغط الوقت أصحاب المشاريع وصناع القرار إلى تجاوز خطوات أساسية. ومن أكثر هذه الخطوات التي يتم الاستهانة بها — رغم أهميتها الجذرية — إجراء تدقيق استثماري من المستوى الثالث وفقًا لمعيار ASHRAE (IGA) قبل توقيع عقد أداء توفير الطاقة (ESPC).
قد توفر التقييمات الأولية أو تدقيقات المستوى 1 و2 رؤى سريعة، لكنها تفتقر إلى الدقة المطلوبة لتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمارات الكبيرة وتأمين التمويل. على النقيض، يغوص تدقيق IGA بعمق في أنظمة المنشأة وأنماط التشغيل والأداء الفعلي لتقديم تقديرات توفير قوية وقابلة للتمويل. وهذه التقديرات هي ما يعتمد عليه المستثمرون والممولون وشركات التأمين في تقديم ضمانات أداء تمتد لعدة سنوات.
ما المخاطر في حال تجاهل تدقيق المستوى الثالث؟
تجاوز تدقيق IGA أو الاعتماد على تدقيق منخفض المستوى يعرض المشروع لمخاطر كبيرة، منها:
غياب اليقين بشأن الوفورات
من دون نمذجة طاقة دقيقة وخطة للقياس والتحقق (M&V)، قد لا تتحقق الوفورات المتوقعة على أرض الواقع.
ضعف ثقة المستثمرين
نادراً ما يدعم الممولون مشروعاً دون بيانات خط أساس صلبة وتقديرات هندسية معتمدة لتدابير كفاءة الطاقة (ECMs).
مخاطر قانونية وتجارية
قد تؤدي الضمانات المبنية على تدقيقات غير مكتملة إلى نزاعات قانونية، وتوقعات غير محققة، وحتى فشل في تنفيذ العقد.
تدقيق IGA: الجسر بين الإمكانات والأداء
يحوّل تدقيق IGA الصحيح الوفورات النظرية إلى التزامات تعاقدية موثوقة. ويساعد جميع الأطراف — العميل، وشركة خدمات الطاقة (ESCO)، والممول — على التوافق بشأن:
تدابير كفاءة الطاقة (ECMs) التي سيتم تنفيذها
كم ستوفر كل ECM وكم ستكلف
ما هو خط الأساس ومنهجية القياس والتحقق (M&V)
ما هي المخاطر المحتسبة — وما الذي لم يتم احتسابه
من دون هذا الوضوح، لا يوجد أساس لتوقيع عقد ESPC بثقة، ناهيك عن الحصول على تمويل أو تأمين ضمان أداء.
الخلاصة: لا IGA، لا صفقة
المشاريع الناجحة لعقود أداء توفير الطاقة لا تبدأ بالعقد — بل تبدأ باليقين. وهذا اليقين لا يأتي إلا من خلال تدقيق استثماري سليم وفق ASHRAE المستوى الثالث. إذا كان من المطلوب ضمان الوفورات، فلا بد أولاً من إثباتها. ولهذا، فإن تدقيق IGA ليس مجرد خطوة فنية، بل ضرورة تجارية.